فاجنر: دربنا الجديد يؤدي إلى إفريقيا
طلب زعيم مجموعة “فاجنر” شبه العسكرية يفجيني بريجوجن من مقاتليه التدرب ورفع القدرات العسكرية الخاصة، استعداداً لـ”الدرب الجديد الذي يؤدي إلى إفريقيا”، في حين اعتبر مؤسس المجموعة ديميتري أوتكين، أنها أمام “مرحلة جديدة”، وهي “بداية لأكبر مشروع في العالم، وسوف يبدأ قريباً”.
وقال رجل يُشبه بريجوجن في مقطع فيديو نشر أثناء ترحيبه بمقاتلي المجموعة في بيلاروس، وأعادت خدمة صحافية لبريجوجن على “تيليجرام” نشره، إن المجموعة قاتلت “بكرامة! لقد فعلتم الكثير من أجل روسيا. والآن، ما يحدث في الجبهة عبارة عن عار لا يجب أن نشارك فيه”.
وأضاف وفقاً للفيديو الذي اطلعت “الشرق” عليهـ ولكنه صُوّر على ما يبدو بعد حلول ظلام الليل، ولم يمكن سوى تمييز هيئة شخص يشبه بريجوجن، أنه “علينا أن ننتظر إلى لحظة نتمكّن فيها من إظهار قدراتنا الكاملة. لذلك اتّخذ القرار بإعادة تمركزنا هنا في بيلاروس”.
وأعرب عن ثقته في أن “فاجنر” ستجعل من الجيش البيلاروسي “ثاني أقوى جيش في العالم. وإذا اقتضى الأمر، فسوف ندافع عن بيلاروس”.
درب إفريقيا
وفي ما يتعلق بإفريقيا، طلب بريجوجن من المقاتلين التعامل مع البيلاروسيين الذين “رحبوا بنا أبطالاً وأشقاء”، بوصفهم “أشقاء”، وعدم الإساءة إليهم.
وشدد على ضرورة التدرب و”رفع القدرات القتالية”، تحضيراً لـ”دربنا الجديد الذي يؤدّي إلى إفريقيا”.
وأضاف أنه “من الممكن العودة إلى العملية العسكرية الخاصة”، وهو الوصف الذي تطلقه روسيا على الحرب في أوكرانيا، “عندما نقتنع بأننا لن نكون في موقع الحيرة”.
من جهته، قال مؤسس المجموعة والذي يُطلق عليه لقب “فاجنر” وهو الاسم الذي أُطلق على المجموعة، إنها “أمام مرحلة جديدة. هذه ليست النهاية. هذه بداية أكبر مشروع في العالم، وسوف يبدأ قريباً جداً. وفي النهاية أقول لكم: مرحباً بكم في الجحيم”.
وأضاف: “أقول لمن لا يعرف أن لقبي فاجنر. يعرفني أغلبكم وأعرف أغلبكم. أودّ أن أشكر الجميع على العمل الذي جعل اسم شركة فاجنر مسموعاً في كل العالم. (التصفيق) شكراً لكم جميعاً”.
وعند سؤال بريجوجين من قبل أحد المقاتلين عما إذا كانوا سيعودون إلى أوكرانيا لـ”القضاء على العدو الأوكراني”، أجاب “سوف نقضي على الأعداء… في كل العالم”.
“وضع معقد”
وقالت روسيا، الجمعة، إن وضع مجموعة “فاجنر” العسكرية الخاصة، بحاجة إلى “دراسة”، وذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فيها إن وجود المجموعة “لا يستند لأساس قانوني”.
وذكر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن “وضع شركات مثل فاجنر معقّد إلى حد ما، ويحتاج إلى دراسة”.
ورداً على سؤال عما إذا كان من المحتمل سن تشريع جديد بشأن وضع الشركات العسكرية الخاصة، قال بيسكوف: “هذا السؤال سيكون قيد الدراسة على أي حال”.
مصير غامض
وخاضت المجموعة العسكرية أعنف المعارك في الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الغموض أحاط بمصيرها ومصير قائدها بريجوجين، بعد تمرد وقع يومي 23 و24 يونيو، وسيطرت خلاله على مدينة في جنوب روسيا وتقدمت صوب موسكو.
وذكرت وزارة الدفاع هذا الأسبوع، أن “فاجنر” تستكمل نقل أسلحتها إلى الجيش النظامي، بموجب اتفاق مع الكرملين أنهى التمرد.
ومن بين شروط الاتفاق، انتقال بريجوجين إلى بيلاروس، الحليف الوثيق لموسكو، لكنه لم يُشاهد علناً منذ 24 يونيو.
وبعد حوالي أسبوعين على تلك الأحداث، ظهرت مؤشرات على أن “فاجنر” استأنفت مهامها خارج أوكرانيا وروسيا، إذ نشرت إعلاناً لتوظيف مترجمين باللغتين العربية والفرنسية، حسب ما أشارت تقارير غربية تتابع المجموعات المسلحة عبر الإنترنت، وهو ما يمكن أن يكون إشارة إلى توجهها نحو دول في إفريقيا.
ترسيخ الوجود في إفريقيا
ونشرت المجموعة قوات بالآلاف في إفريقيا والشرق الأوسط، وأقامت علاقات قوية مع عدد من الحكومات الإفريقية على مدار العقد الماضي، من خلال عمليات في دول من بينها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا، كما لعبت المجموعة دوراً محورياً في الغزو الروسي لأوكرانيا، وخاضت الكثير من أكثر المعارك دموية ضد القوات الأوكرانية.
وفي يونيو الماضي وبعد التمرد الفاشل، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية باتريك رايدر التكهن بمستقبل “فاجنر”، لكنه أدان تصرفات المجموعة في إفريقيا وغيرها.
وقال رايدر: “لهم تأثير مزعزع للاستقرار في تلك المنطقة وبالتأكيد يشكلون تهديداً، ولهذا السبب تم إعلانهم منظمة إجرامية عابرة للحدود”.
ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، فإن مجموعة “فاجنر” عملت طيلة سنوات “كقوة أمنية للأنظمة الاستبدادية” في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا، ومؤخراً، كانت تتقدم بحذر تجاه أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وتضم “فاجنر” أكثر من 30 ألف مقاتل، يشمل هؤلاء عناصرها في أوكرانيا وروسيا.
ورسخت مجموعة “فاجنر”، وجودها في مالي وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى بدعم من مخططين استراتيجيين وممولين وجيولوجيين للتنقيب عن موارد معدنية. وعرضت المجموعة المساعدة في “قمع الاحتجاجات” المناهضة للحكومة في فنزويلا والسودان.
وينفذ نحو 6 آلاف عنصر أو اكثر من مجموعة “فاجنر” أنشطة متنوعة خارج روسيا وأوكرانيا، تشمل حماية المناجم والسياسيين في جمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد حرباً أهلية منذ عقد، والدفاع عن آبار النفط والأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا.