مجتمع مدني
دكتور “محمد ممدوح”: .. الانتخابات الرئاسة الحالية تاريخية ..
حرب غزة أنتجت مجتمع دولي جديد ..
.. المجتمع المدني لم يعد شكلاً ديكورياً
.. حرب غزة وحدت المصريين
حوار/ أحمد إبراهيم
يمتلك المحامي والحقوقي الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب المصري وعضو المجلس المصري لحقوق الإنسان، تحركات هامة تتقاطع وتتشابك مع عدة قضايا وطنية هامة ومحورية لذا كان لنا معه هذا الحوار …
- ماذا عن تغطيتكم للانتخابات الرئاسية الحالية؟
- مجلس الشباب المصري لديه لجنة عمليات لمتابعة سير العلمية الانتخابية الرئاسية بأغلب السفارات والقنصليات المصرية، فنحن المؤسسة الأولي الحاصلة علي تصريح اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية 2023، ونحن نتابع العملية الانتخابية منذ بداية إعلان الجدول الزمني ودعوة الهيئة الوطنية الناخبين للمشاركة بالعملية الانتخابية، ونحن نرصد ونتابع الـ 137 مقر انتخابي الموجودين في الـ 121 دولة من خلال مرسلينا الموجودين بهذه المقار، ونسبة الإقبال تعد فوق المتوسط، والاستحقاقات الإنتخابات السابقة كان يمكن وصف الإقبال بالضعيف، ولكن هذه المرة هناك نسب أعلي من مشاركة بالإنتخابات الرئاسية من المقيمين بهذه الدول بالخارج، وهذا يؤسس لدور أكبر للمصريين بالخارج في المشاركة السياسية بالعملية الانتخابية.
- ماذا عن إقبال الناخبين بالخارج؟
- لاحطنا مشاركة أكبر وبشكل ملحوظ من فئة الشباب المقيمين بالخارج، ونتوقع زيادة كبيرة بعدد الناخبين بالخارج للانتخابات الرئاسية الحالية، وبالأرقام فلقد شارك بإنتخابات الرئاسية 2012 ما يقدر بـ 314 ألف ناخب، كما شارك بالإنتخابات 2014 ما يقدر بـ 318 ألف ناخب، وأخيراً شارك 158 ألف ناخب بإنتخابات 2018، أما عن أعداد الناخبين فنتوقع أن تزيد بكثير عن الانتخابات الرئاسية السابقة.
- ما السر في هذا الإقبال؟
- الإنتخابات الرئاسية الحالية تشهد تعددية حقيقية، فلدينا أربع مرشحين يتنافسون علي منصب الرئيس، ثلاثة مرشحين من بين الأربعة نتاج مؤسسات وحياة حزبية كمرشح الحركة الوطنية فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وهو الأكثر نشاطاً سواء في التحرك بين الجماهير أو باللافتات الانتخابية خصوصاً بمناطق وسط البلد، ولا شك أن هذه المشاركة الانتخابية، سترفع من أسهم الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وسط الجماهير وبالشارع السياسي، وهذا مكسب كبير للحياة الحزبية كلها، هذا إضافة لوجود تحالف سياسي لاحزاب داعمة لمرشح منافس للرئيس الحالي من أحزاب داعمة ومساندة للحزب الداعم والمساند له أو ما يسمي بتيار المولاة والتي تدعم مرشح منافس للرئيس السابق والمرشح الحالي وهو مرشح حزب الشعب الجمهوري، كل هذا يعد نوع من التشجيع علي الإنضمام لأحزاب المعارضة، وأنه ليس من المسموح لأحزاب المولاة بالعمل سياسياً فقط، هذا بالإضافة لمرشح حزب الوفد، وما تقوم به القنوات والمواقع الإخبارية، من السماح لكافة المرشحين بالتعبير عن نشاطهم وبرامجهم السياسية والإنتخابية لا شك أن كل هذا يصنع في المستقبل مناخاً سياسياً قائم علي التعدد، فحتي من لن يكن له حظ في الفوز بمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية لديه فرص واعدة بالمستقبل، فنحن نعيش ونتابع انتخابات رئاسية تاريخية، وهذا ما يعزز الثقة في مصر اقتصادياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً.
- ماذا عن حرب غزة؟
- مجلس الشباب المصري بإعتباره أحد المشاركين في التحالف الوطني كنا من أول المؤسسات الموجودة برفح لدعم الأشقاء في فلسطين بداية من التجهيز وحتي أول قافلة دخلت غزة يوم 21 أكتوبر، وشباب المجلس مرابطين أمام المعبر للضغط لدخول المساعدات من خلال حملة مرابطون حتي الإغاثة، بل ونجحوا في إقناع أنتوني جوتيرش وتغير قناعته من المولاة لسلطة الإحتلال الصهيوني لحقيقة الوضع في الأراضي الفلسطنية، وحقيقة حرب غزة وحدة المصريين.
- وهل حدث تغير بالرأي العام العالمي؟
- نعم، فالضغوط الشعبية ودور الدولة المصرية والعديد من المنظمات المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، أوضحت أنه لا يصح إلا الصحيح، وأصبح لدي الرأي العام الأوروبي والغربي سيناريو ورؤية أخري غير الرواية الصهيونية التي سيطرة لعقود طويلة علي الفكر الأوروبي والغربي، ولقد لاحطنا اختلاف في اللهجة لدي الكثير من صناع القرار والساسة الأوربيين، من التأكيد الكامل إلي الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
- هل أصبح للمجتمع المدني فاعلاً بالقضايا الكبري؟
- المجتمع المدني بأوروبا له حضوره وأهميته، أما المجتمع المدني بمصر فيوماً عن يوم يحقق تقدماً ويكتسب ثقة أكثر وأكثر وتقدماً وتواجداً علي الأرض، وبدأً من 11 سبتمبر 2021 واطلق المبادرة المصرية لحقوق الإنسان وإعلان الرئيس السيسي أن 2021 هو عام المجتمع المدني إختلفت الصورة كلياً، وأصبح المجتمع المدني شريك للدولة في صناعة القرار وليس شكلاً ديكورياً، فـ 30 % من الخدمات الصحية التي تقدم للمصريين الآن، تقدمها منظمات من العاملة بالمجتمع المدني والأهلي، و80 % من المساعدات لغزة تمت من خلال مؤسسات وجميعات، هذا إضافة لدعم 37 مليون مواطن دون إرهاق ميزانية الدولة كل هذا يؤكد مدني التطور والنجاح والنضج الذي حققه المحتمع المدني ومؤسساته.
- ماذا عن مستقبل المجتمع ؟
- مؤسسات المجتمع المدني ستلعب في المستقبل دوراً أهم وأكثر حيوية في تشكيل وتطور وعي الناس.
- ماذا عن حركة عدم الانحياز؟
- مجلس الشباب المصري، هو الشريك الأكبر لسفارة أندونيسيا بالقاهرة بالعديد من الأنشطة والمجالات التي تهدف تعزيز التعاون بين مصر ودولة أندونيسيا بمجالات تبادل الثقافات والتعاون مع الآخر من خلال رؤي ومواقف مشتركة تعبر عن توجهات وتطلعات الدولتين، والعلاقات الدبلوماسية تمتد لـ 75 عاماً وهناك الكثير من المشتركات بين الدولتين، والعمل سوياً لإحياء حركة عدم الانحياز من جديد في ظل استقطاب دولي وعالمي شديد تقوده أميريكا من ناحية أو روسيا والصين من ناحية آخري، وأغلب دول شرق آسيا كأندونيسيا وسنغافورا وماليزيا لا تتبع أياً من المعسكرين، وهذا ما أهلها لصناعة منظومة اقتصادية قوية، وحرب غزة وعودة القضية الفلسطينية للظهور علي السطح أكدت أننا بحاجة لعودة فكر عدم الانحياز من جديد والانتماء للمصالح الوطنية فقط لا غير.
- ماذا عن التدخل الأوروبي بالشأن المصري؟
- الوضع الآن اختلف كلياً وجزئياً، فالحرب بغزة أنتجت مجتمع دولي جديد، فالمتاجرة بملف حقوق الإنسان والتدخل في شئون الدول أصبحت لعبة مكشوفة، والدولة المصرية ثابتة علي موقفها والمنظمات التي كانت تدعي الشرف والخوف علي حقوق الإنسان بالمجتمع المصري لم يعد لها مؤيدين الآن، والدولة المصرية الآن تستطيع الرد وأحراج هذه المؤسسات وكشف زيفها.