دين ودنيا

الشيخ يسرى عزام: «دعاة التريند» يغردون خارج صحيح الدعوة

الداعية الإسلامى الشيخ يسرى عزام، من علماء وزارة الأوقاف، أحد الدعاة البارزين فى الدعوة الوسطية المستنيرة، والفكر الوسطى الذى يسترشد به، مما جعله محط قبول وأنظار العامة قبل الخاصة والمثقفين، وهو إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص –رضى الله عنه- بالقاهرة، ولأنه يملك أسلوبا راقيا متميزا، وعلما وفيرا وغزيرا، ويهتم بكل جديد يطل علينا فى المجتمع، كانت «وسائل التواصل الاجتماعي» ودورها وتأثيرها فى الدعوة، محور الحديث فى حوارنا معه، حيث أكد أن «دعاة التريند»، يغردون خارج السرب، كما أن «وسائل التواصل الاجتماعي» تعد أرضا خصبة للدعوة ولكن بضوابط، ووجودنا على «التيك توك» ضرورى لمواجهة السلبيات وتصحيح المفاهيم، ناصحا من أراد الفتوى الصحيحة فعليه التوجه لدار الإفتاء المصرية، وإلى نص الحوار.

كيف ترى الدعوة فى «السوشيال ميديا» ؟

أراها أرضا خصبة وأسلوبا جديدا للدعوة إلى الله سبحانه وتعالي، وعلى كل داعية التعامل معها، ولكن بضوابط من خلال صفحة الفيسبوك وتويتر.. أو اليوتيوب والتيك توك.. والانستجرام، إذ يجب على الداعية أن يتنوع على تلك الوسائل، لأن دعوتك تصل من خلال تلك الوسائل، إلى عدد كبير جدا فى مصر وخارجها، وأهم تلك الضوابط، أن يراعى الداعية، الله فى كل ما يقول، لأن كل الذى نقوله أو نكتبه يكتب إما لنا وإما علينا، فما من كاتب إلا سيبلى ويبقى الدهر ما كتبت يداه، فلا تكتب بخطك إلا شيئا يسرك فى القيامة أن تراه، والدعوة على «السوشيال ميديا، أمر مؤثر بشكل كبير وله جوانب كثيرة إيجابية فى المتلقى .

إيجابيات كثيرة مفيدة، إذ يكفى أنك تصل من خلال وسائل التواصل إلى عدد كبير جدا من كل طبقات المجتمع المختلفة سواء كانوا مسلمين وغير مسلمين، الكبار والصغار، الرجال والنساء، لمن يتكلمون العربية ومن «يتلعثمون» فيها، ووسائل التواصل الاجتماعى عالم صغير، أخاطب العالم كله من خلالها بإيجابية.

ليس كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يقال حضر وقته، ولا كل ما حضر وقته حضر أهله، تلك أبرز «سلبيات السوشيال ميديا»، ببساطة ممكن فيديو دقيقة يقال فيه رأى «شاذ وغريب» ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعى ويصبح «تريند» .. لكن ماذا أقول للحق سبحانه وتعالى عندما ألقاه عن هذا الرأي، لذا علينا أن نتقى الله فيما نقول وفيما نكتب .

كيف نستثمر تلك الوسائل فى الترويج للإيجابيات؟

بالتركيز على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة، ولا ننقل أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ونستعين بالتفسيرات القرآنية المعتمدة، ولا نأخذ تفسيرا شاذا، ونحترم عقول جمهور المستمعين، لأن الإنسان سيسأل عما يبلغ .. قال تعالى : «الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَي بِاللَّهِ حَسِيبًا» (الأحزاب -39)، وسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : «إنما بعثت معلما».

إذن فضيلتك تؤيد ظهور الدعاة على تطبيق«التيك توك»؟

نعم، ولا حرج ولا مانع إطلاقا من ذلك، فنحن نصحح المفاهيم الخاطئة، من خلال نشر ما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، ففى ثلاثين ثانية فقط، أستطيع توصيل رسالة أو معلومة، وأن متابعى تطبيق «التيك توك» أغلبهم من الشباب والفتيات، فنحن نخاطبهم بنشر آية أو حديث، أو قصة لصحابة رسولنا الكريم، وكلها أشياء مفيدة للمجتمع والشباب وإيجابيات يثاب عليها الداعية والمشاهد فى الوقت نفسه، و ونواجه السلبيات التى تبث على «التيك توك».

ما رأيك فى مصطلح «دعاة التريند»؟

الدعاة الذين يجعلون هدفهم الشهرة وجمع المال، أو ما يعرف بالتريند، هؤلآء يغردون خارج صحيح الدعوة، من السهل جدا تحصيل أموال من «وسائل التواصل الاجتماعي»، لكنى سأسأل عنها .. هل نشرت مادة علمية وسطية منهجية نبوية محمدية، أم تم الترويج للفكر المتطرف والمتشدد، فى الدين وغير الدين ، علينا أن نتقى الله سبحانه وتعالى فيما نبلغ، يقول تعالي: « فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْض» (الرعد- 17).

ما تعليقك على الفتاوى التى تطل علينا عبر «وسائل التواصل»؟

من فضل الله على مصر، أن لدينا الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، وهى مرجعية الفتوى فى العالم كله، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم كله، تحت قيادة مصر، رقم واحد فى الفتوى فى العالم دار الإفتاء المصرية، لهذا أنصح أى شخص يرى فتوى شاذة، أو مجتزئة، أو مقطوعة، بأن يرجع فورا لدار الإفتاء المصرية من خلال تطبيقاتها أو الصفحة الرسمية لها، أو من خلال رقم الهاتف .. أو ارسال رسالة .. وسيجيب عنها علماء متخصصون فى الفتوى من دار الإفتاء المصرية .. وألا يأخذ الفتوى من التواصل الاجتماعى.

كيف ترى تصدى إمام المسجد للفتوى؟

الأئمة فى وزارة الأوقاف على أعلى مستوى، أغلبهم حاصلون على الدكتوراه، ومنهم من يدرس فى الجامعات، ولا يقل إمام المسجد فى دوره الدعوي، عن الاستاذ فى الجامعة بل يزيد لأنه تخرج وما زال يمارس دوره الدعوي، ويتعرض لأسئلة كل يوم جديدة، وإذا لم يجدد الإمام علمه فلن يستطيع مواكبة العصر، والأزهر ووزارة الأوقاف يعملان على تدريب الأئمة وإحاطتهم بكل جديد فى عالم الفتوي.

هذا يعنى أنك مع قيام الإمام بالإفتاء؟

لا حرج فى هذا، إمام المسجد مؤهل علميا للفتوى والرد على أسئلة الجمهور، فى فتاوى عموم المسلمين من أمور حياتية من العبادات والمعاملات، وفتاوى أى شخص ينتسب للأزهر وله علم، يستطيع الإجابة عليها، أما فتاوى الطلاق والخلع، وأحكام الرضاع والميراث، فلابد من الذهاب لدار الإفتاء المصرية.

من وجهة نظرك كيفية التصدى لمن يتكلم فى الإفتاء والدين بغير علم؟

لابد للدولة أن تسن قانوناً يجرم التصدى للإفتاء أو الكلام فى الدين بغير علم.. أو لغير المتخصصين.. نحن فى وزارة الأوقاف لا يعتلى المنبر إلا من صرح له.. ولا يدرس إلا المرخص له من وزارة الأوقاف.. وممنوع منعا باتا أن أحدا يصلى أو يخطب أو يعلم الناس غير إمام المسجد.

نسأل عن الذين يظهرون على السوشيال ميديا والإعلام ؟

إذا علم من يتصدى للفتوى أو الكلام فى الدين بغير علم أو تخصص أن هناك قانونا يجرم هذا الأمر.. وأنه سوف يسأل ويعاقب بالقانون لما تجرأ على فعل هذا الأمر وامتنع تماما.. لأن من أمن العقاب أساء الأدب.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights