300 مليون شخص استمعوا لأغاني ألبومها الجديد يوم صدوره
أطلقت تايلور سويفت المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية ألبومها الغنائي الجديد The Tortured Poets Department أو “الشعراء المعذبين”، ويستحق أن يطلق عليه ألبوم الأرقام القياسية، فبعد أيام قليلة من طرحه حقق مبيعات ضخمة اقتربت من 3 ملايين نسخة، وهو الأمر الذي وصفته مجلة “بيلبورد” الموسيقية بـ”الانطلاق التاريخي”.
واحتل الألبوم المركز الأول في قائمة “بيلبورد هوت 200″، بعد أسبوع واحد من إصداره، وذكرت مجلة “بيلبورد” الموسيقية، إن تايلور هي الفنانة الوحيدة التي باعت مليون نسخة، على الأقل في أسبوع واحد فقط من صدور الألبوم. والألبوم الجديد لسويفت لم يكتف بتحطيم الأرقام القياسية في المبيعات فحسب، بل سجل أيضا أعلى بداية لألبوم من حيث عدد مرات البث في التاريخ، وبحسب “بيلبورد”، وصل إجمالي عدد مرات الاستماع الرسمية لجميع الأغاني الـ31 في الألبوم إلى 891.37 مليون بث خلال الأسبوع الأول من إطلاقه فقط.
وعلقت سويفت على هذه الأرقام وشكرت معجبيها في منشور على منصة “إكس”، قائلة: “أنا منبهرة تماما من كم الحب الذي أظهرتموه لهذا الألبوم3 ملايين هل أنتم جادون فعلا؟؟ هل هذا صحيح؟؟ شكرا لكم على الاستماع والبث وترحيبكم بالألبوم”.
وسجل الأسبوع الذي صدر فيه الألبوم نجاحا ملحوظا في مبيعات أسطوانات الفينيل، إذ بيعت 859 ألف نسخة من الألبوم بهذه الصيغة، ويُعد هذا الرقم الأعلى لمبيعات الفينيل لألبوم واحد خلال أسبوع في العصر الحديث لصناعة الموسيقى، محطما بذلك الأرقام القياسية السابقة، والألبوم حقق أرقامًا قياسية حتى قبل صدوره، حيث أعلنت سبوتيفاي أنه حطّم الرقم القياسي بعدد طلبات الحفظ المسبقة قبل يوم واحد من بثه، وعادت بنهاية اليوم التالي لتعلن أن الألبوم صار الأكثر تشغيلًا على المنصة خلال سنة 2024، وسبق بساعات محدودة ألبومات صدرت قبله بشهور. هذا وحصل الألبوم على 300 مليون استماع في اليوم الأول، وحطم الرقم القياسي لأكثر الألبومات التي تم تشغيلها في يوم واحد على سبوتيفاي ليكتب بذلك مزيدًا من الأرقام القياسية.
ويعد هذا الألبوم أطول الألبومات في مسيرة سويفت الغنائية، وبعد ساعتين فقط من إصدار الألبوم، فاجأت جمهورها بطرح جزء ثان من الألبوم، حمل اسم “The Tortured” “Poets Department: The Anthology” تضمن هذا الجزء 15 أغنية، ليصبح مجموع الأغاني مع الجزء الأول 31 أغنية، مما جعل هذا الإصدار أطول ألبوم في مسيرتها الفنيّة. تميّز الجزء الثاني الاعتماد على صوت البيانو بشكل رئيسي، وأعاد المستمعين إلى أجواء الألبومين الصادرين عام 2020 خلال فترة الحجر الصحي “Folklore” و”Evermore”.
ويبدو أن عام 2024 هو عام تاريخي في حياة سويفت، ففي شهر فبراير الماضي حققت إنجازا غير مسبوق في تاريخ جوائز “جرامي” بحصولها للمرة الرابعة على جائرة أفضل ألبوم العام، وهو الجائزة الأبرز بين الجوائز العديدة التي تقدمها “جرامي” قد فازت بالجائزة الكبرى 3 مرات عن البوماتها:”” Fearlesو”1989″ و” Folklore”وحصلت العام الجاري الجائرة عن ألبومها “” Midnights.
وخلال الاحتفال علقت سويفت قائلة: “أود أن أقول لكم إن هذه أفضل لحظة في حياتي، لكنني أشعر بفرح مماثل عندما أنجز أغنية”. وأضافت “شكرا جزيلا لكم على إتاحة الفرصة لي للقيام بما أحبه كثيرا”. وخلال الحفل أعلنت عن البومها المقبل وقالت: سيكون بعنوان The Tortured Poets Department.
هو ليس فقط عام النجاح بل أيضا عام المال لسويفت، فبحسب أحدث تصنيف لثروات مشاهير العالم نشرته مجلة “فوربس” في شهر أبريل الماضي وعن طريق امتلاكها لأصول تُقدّر بنحو 1.1 مليار دولار، أصبحت صاحبة الأغنية الشهيرة “شايك إت أوف” (Shake it Off) أول فنان سواء كانوا ذكورا وإناثا تتخطى ثروته عتبة المليار دولار بفضل دخلها من الموسيقى حصرا.
وفي أقل من عام، نمت ثروتها بمقدار 360 مليون دولار، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإيرادات الطائلة لجولتها الضخمة التي استمرت 152 يوما بعنوان “إيراس” (The Eras Tour) ، وبحسب تقديرات عدة، فإن “إيراس” في طريقها لتصبح سلسلة الحفلات الموسيقية الأعلى ربحا في تاريخ الموسيقى، مع عائدات تتخطى بكثير عتبة مليار دولار، وقد حققت الجولة التي من المقرر أن تنتهي في الثامن من ديسمبر المقبل بمدينة فانكوفر الكندية أرباحا تقدر بـ200 مليون دولار حتى اليوم، ومنذ بداية حياتها المهنية، كسبت سويفت أكثر من 500 مليون دولار من عائدات الأغنيات، ومن الحفلات الموسيقية.
وسويفت أيضا مؤلّفة أو مشاركة في تأليف جميع أعمالها تقريبا، وهي كذلك منتجة أو مشاركة في إنتاج أعمالها، مما يضاعف مصادر الدخل لديها، كما أعادت سويفت تسجيل ألبوماتها الـ6 الأولى، إذ لم تكن تمتلك حقوق التسجيل الأصلية لها، بعدما رفضت شركة الإنتاج التي كانت تتعامل معها، “بيج ماشين” إعادة بيعها للمغنية، وبحسب مجلة “فوربس”، فإن قيمة كتالوج الموسيقى الخاص بالمغنية يبلغ حاليا قرابة 500 مليون دولار.
وأضافت المجلة إلى هذه الثروة قيمة العقارات المملوكة لسويفت والبالغة 125 مليون دولار، إضافة إلى طائرة خاصة تُقدّر قيمتها بـ10 ملايين دولار. وتعود الزيادة الكبيرة في ثروتها الشخصية أيضا إلى فيلم “ذي إيراس تور” (The Eras Tour)، الذي يجمع 3 من حفلات الجولة، إذ حقق 261 مليون دولار من الإيرادات على شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم.
ولم تحتسب “فوربس” حقوق الفيلم التي دفعتها شركة “ديزني” لتتمكن من عرضه على منصتها “ديزني بلاس” والتي تقدر بنحو 75 مليون دولار.
وقدّرت مجلة “بيلبورد” المتخصصة حجم مبيعات علامة سويفت التجارية بنحو 1.82 مليار دولار في عام 2023، بما يشمل مبيعات الموسيقى وتذاكر الحفلات والبضائع وتذاكر السينما والعائدات.
وُلِدَت سويفت عام 1989 في ريدينج، بنسلفانيا في مزرعة عائلتها الخاصّة لزراعة الأشجار وبدأت بكتابة أولى أغانيها في عمر الخامسة، وعندما بلغت الـ16 عاما أطلقت سويفت ألبومها الأول، وكانت جدّتها مغنيّة أوبرا محترفة، وسرعان ما سارت على خطى جدّتها، فغنّت في العديد من الفعاليّات المحليّة بحلول عامها العاشر، كالحفلات والمسابقات، وعندما بلغت الـ11 من عمرها، غنّت النّشيد الوطنيّ الأمريكي فى الإستاد أمام الآلاف قبل مباراة بطولة نهائية لكرة السلة، وبدأت بتعلّم الجيتار، وبعد أن لاحظت عائلتها إصرار ابنتهم وجديّتها، انتقلوا إلى هيندرسونفيل، تينيسي، في محاولةٍ منهم لمساعدتها في تحقيق هذا الحلم، وأطلقت أغنيتها المنفردة الأولى عام 2006 ” Tim McGraw” والتي أصبحت ضمن الأغاني العشرة الأوائل في قوائم تصنيفات الأغاني الريفيّة (country music) كما أنها طرحت ألبومها الأوّل في نفس العام والذي حمل اسمها، بِيعَ من الألبوم السابق أكثر من 2.5 مليون نسخة، ورُشّحت عام 2008 لجائزة جرامي Grammy عن فئة أفضل فنّان جديد كما حظيت بالعديد من الجوائز الأخرى، من ضمنها جائزة أكاديمية الموسيقى الرّيفيّة عن فئة أفضل مغنية للعام، وفي الثّالث عشر من سبتمبر عام 2009، فازت بجائزة MTV عن فئة أفضل أغنية مصوّرة لفنّانة أيضاً، وبذلك تكون أول فنّانة موسيقى ريفيّة تفوز بتلك الجائزة، ومع إصدار ألبومها الخامس “1989” هيمَنت سويفت على عالم موسيقى البوب، لتُصبحَ أوّل مغنيّة تحقّق 3 من ألبوماتها مبيعات تقدّر بأكثر من مليون نسخة خلال الأسبوع الأوّل من موعد صدورها على التّوالي، وفي عام 2013 خصّصت سويفت جزءاً من ثروتها لمساعدة المحتاجين. حيث أسّست مركزاً للتعليم يحمل اسمها، في مدينة ناشفيل. تضمّن مركز تايلور سويفت التعليميّ 3 قاعات للدّراسة، ومخبراً، ومعرضاً فنياً مخصّصاً للأطفال. وفي مقابلةٍ لها مع برنامج CMT Hot 20 Countdown، أوضحت قائلةً بأنَ: “تعلّم الموسيقى يشكل جزءاً مهمّاً جدّاً في حياتي، حياتي تغيّرت بالكامل عندما اكتشفتُ قدرتي على كتابة أغانيّ والعزف على الجيتار، وهذا أمر ليس بالضرورة أن يتم تعليمه في جميع المدارس، نظراً لعدد ساعات الدّوام اليوميّ غير الكافي.”