شدّد الباحث في الشئون السياسية الدكتور جيرار ديب على أنّ “روسيا والصين تسعيان إلى تعزيز تحالف جدي وغير عدواني لإعادة تشكيل النظام العالمي الذي يبدو أنّه أصبح عبئًا على الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار إلى أن ما تقوم به روسيا والصين ليس استفزازًا أو تحديًا لأمريكا، بل هو تعبير عن العلاقة الطبيعية بين بلدين حليفين”.
باحثة دولية: أميركا تشكل تهديدا للأمن والاستقرار الدولي و”بريكس” ستواجه العدوانية الغربية
و”في الوقت الحالي، يشهد التحالف الروسي-الصيني تطورًا ملحوظًا، حيث لم يعد النظام العالمي بحاجة إلى الهيمنة الأمريكية، التي أصبحت غير قادرة على لعب دور “الشرطي” كما يتضح من الأوضاع في فلسطين، حيث تعتبر الولايات المتحدة خصمًا وحكمًا في ذات الوقت بالنسبة للفصائل الفلسطينية”.
واعتبر “قيام أمريكا بنشر صواريخ في اليابان خطوة مثيرة للقلق على اعتبار أنها نشرت في نفس الجزيرة التي استخدمتها خلال الحرب العالمية الثانية لإسقاط الإمبراطورية اليابانية، بعد ضربها بقنبلتين نوويتين، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى ثقة اليابان في أمريكا كشريك حقيقي بعد أن جردتها من قوتها العسكرية وضربتها بقنبلة نووية، وجعلها خاضعة عسكريًا وسياسيًا لها”.
ديب والذي استغرب “قبول اليابان بأن تصبح ساحة لحرب أمريكية، في ظل استراتيجية أمريكية تعتمد على خوض الحروب بالوكالة منذ عام 1990″، أكد أنّ “واشنطن تستخدم سياسة الهيمنة على اليابان منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، من خلال ما يعرف بالشراكة الأمنية التي تعفي اليابان من بناء قوتها العسكرية، حيث تكتفي باتفاق أمني مع أمريكا، وهذا أدى إلى انتشار واسع للقوات الأمريكية في الجزر اليابانية، لذلك، إذا أرادت اليابان حماية مصالحها، يجب عليها فتح شراكات مع الصين وروسيا لتجنب التهور الأمريكي ومنع نشوب حرب جديدة، بينما تسعى أمريكا إلى تحقيق أهدافها”.
وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حول محاولة الغرب لإضفاء طابع رسمي على تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، قال ديب: “يشير لافروف إلى أنّ الغرب يتبع تكتيكًا جديدًا بتهور، من خلال السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية وألمانية لضرب العمق الروسي، وهناك قلق حول توقيت وتصنيع الصواريخ الأوكرانية الجديدة، حيث تسعى أمريكا إلى خلق واجهة سلاح أوكراني لإخفاء دعمها المباشر لكييف”.
وفي ختام حديثه، شدّد ديب على أنّ “الاتحاد الأوروبي يعاني من أزمة داخلية عميقة، كما يتجلى من الصراعات في ألمانيا والاحتجاجات في فرنسا، مما يشير إلى وجود تغييرات جذرية قادمة، وكلما صمدت روسيا، كلما ازدادت صعوبات الغرب”.