هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإرهاق في العمل؟
كشفت الدراسات والاستطلاعات الحديثة، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل يزيد من فرص تعرض الأشخاص للإرهاق، وذلك منذ ظهور ChatGPT على الساحة في أواخر عام 2022، وفقا لـBBC.
ويقول أنوراج جارج، الذي يدير شركة إيفرست للعلاقات العامة: «كان الهدف الكامل من إدخال الذكاء الاصطناعي إلى الشركة هو تبسيط سير عمل الأشخاص، ولكنه في الواقع كان يمنح الجميع المزيد من العمل للقيام به، ويجعلهم يشعرون بالتوتر والإرهاق، لافتًا أن فريقه أشتكى من أن مهامهم كانت تستغرق ضعف الوقت لأننا كنا نتوقع منهم الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي».
وقال: أصبح العمل أكثر قابلية للإدارة الآن لأننا لا نستخدم الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي، لقد عدنا إلى كل ما يقوم به الفريق بشكل مباشر، حيث يشعرون أنهم أكثر ارتباطًا وأكثر انخراطًا في عملهم.
وفي استطلاع أجرته منصة Upwork المستقلة، والذي شمل 2500 عامل في مجال المعرفة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، قال 96% من كبار المديرين التنفيذيين إنهم يتوقعون أن يؤدي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة مستويات الإنتاجية الإجمالية لشركتهم- مع اعتراف 81% منهم بأنهم زادوا الطلب على الموارد البشرية.
ويقول 77% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع إن أدوات الذكاء الاصطناعي أدت بالفعل إلى خفض إنتاجيتهم وزيادة أعباء عملهم، كما يقول 47% من الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في الاستطلاع، إنهم ليس لديهم أي فكرة عن كيفية تحقيق مكاسب الإنتاجية التي يتوقعها أصحاب العمل.
ويعتقد 61% من الأشخاص أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل سيزيد من فرص تعرضهم للإرهاق- وترتفع هذه النسبة إلى 87% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، كما كشف استطلاع منفصل شمل 1150 أمريكيًا، أجرته شركة كتابة السيرة الذاتية Resume Now، الذي يسلط الضوء على شعور 43% من الأشخاص بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلبًا على التوازن بين العمل والحياة.
من جانبها، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن العديد من الموظفين يشعرون بالفعل بالإرهاق،سواء كانت التكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي أم لا.
وتسلط دراسة أخرى أجرتها منصة إدارة العمل Asana الضوء على تأثير تقديم المزيد من التطبيقات المستندة إلى العمل.
وفي استطلاع آخر أجرته على 9615 عاملًا في مجال المعرفة في أستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وجدت أنه من بين أولئك الذين يستخدمون ستة إلى 15 تطبيقًا مختلفًا في مكان العمل، يقول 15٪ إنهم يفوتون الرسائل والإشعارات بسبب عدد من الأدوات.
وبالنسبة لأولئك الذين يستخدمون 16 أو أكثر، يقول 23% أنهم أقل كفاءة، ويقل مدى انتباههم بسبب الاضطرار المستمر إلى تبديل التطبيقات.
وقالت كاسي هولمز، أستاذ الإدارة في جامعة كاليفورنيا: «إن استخدام تطبيقات متعددة يتطلب وقتًا إضافيًا لتعلمها والتبديل بينها، وهذا الوقت الضائع مؤلم لأننا حساسون جدًا للوقت الضائع».
وتقول «ستيل» مساعدة المهنيين القانونيين على التغلب على الإرهاق: «عندما ننظر إلى الإرهاق، فإن الأمر لا يتعلق فقط بحجم العمل الذي نقوم به، بل بكيفية شعورنا تجاه العمل وما نحصل عليه منه».
وأضافت ستيل: «قد تشعر أيضًا بالتوتر بشأن خطر فقدان وظيفتك، والخوف من أن يتم استبدالك لأنك لم تعد تستمتع بالعمل لأنه أصبح مدفوعًا بالتكنولوجيا».