مساومة عائلة أميركية خرجت من غزة
في وقت لا تزال المفاوضات مستمرة من أجل إطلاق سراح ما بين 10 إلى 15 أسيرا بينهم أميركيون من قطاع غزة مقابل وقف إطلاق نار لأيام، غادر عشرات المواطنين الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة منذ أيام عبر معبر رفح الحدودي، قطاع غزة المحاصر.
ومن بين هؤلاء الأجانب عائلة أوكال OKAL الأميركية من أصل فلسطيني، المؤلّفة من أب وزوجة وطفلهما يوسف، والتي نجحت المفاوضات بإخراجهم يوم الثلاثاء 2 نوفمبر الفائت عبر معبر رفح.
وأوضح أنه “بعد ثلاث ساعات ونصف من الانتظار تمكّنت العائلة من الخروج بمساعٍ من قطر التي عملت على الاتفاق بين مصر وإسرائيل وحركة حماس وبمشاركة الولايات المتحدة الأميركية”.
وعلى قاعدة “الثالثة ثابتة”، كان تاريخ 2 نوفمبر بمثابة الوعد الثالث الذي تلقّته عائلة أوكل من وزارة الخارجية الأميركية بتأمين خروجها الآمن من قطاع غزة، بعدما وُعدت مرّتين قبل هذا التاريخ بالخروج من القطاع إلى مصر ومن ثم إلى الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لم يحصل.
معبر رفح
دور مسؤول لبناني سابق
وفي السياق، أشار نابلسي للدور الذي لعبه المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، اللواء عباس ابراهيم الذي دخل على خط المفاوضات لإخراج عائلة أوكال ومواطنين أميركيين آخرين من غزة عبر معبر رفح”. وأعرب عن شكره للجهود الجبّارة التي قام بها ابراهيم ومساعيه الحثيثة في إخراج العائلة وعودتها سليمة إلى الولايات المتحدة”.
وكان إبراهيم الذي له باع طويل في التفاوض، كشف قبل أيام عن مشاركته مع المفاوض الأميركي أموس هوكشتين بالتوسط في عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
إلى ذ لك، تحدث المحامي بوكالته عن عائلة أوكال عن معاناتها داخل غزة جرّاء القصف والحصار المستمر منذ أكثر من شهر. وقال “لقد كانت ظروف العائلة خطيرة وقاسية للغاية، كما ظروف الذين ما زالوا في غزة وجميع المدنيين الأبرياء”.
كما أوضح أنه “نتيجة للقصف والحصار الاقتصادي، اضطرت عائلة أوكال للعيش داخل منزل مع 40 شخصاً آخرين.. كانوا ينامون على الأرض مع طفلهم يوسف البالغ من العمر عاماً واحداً.. ولم يسلم المنزل من شظايا القصف، بعدما سقطت غارة جوية على بعد حوالي 150 متراً من مكان تواجدهم، ما أدى إلى تحطيم النوافذ وتشقق الجدران”.
نقص بالمواد الأساسية
وكما حال كل سكان قطاع غزة، عانت تلك العائلة كما قال وكيلها من نقص بالمواد الأساسية كمياه الشرب النظيفة والطعام.
كذلك أكد أن العائلة عانت في الأيام الأخيرة، من نفاد الحليب لدى الطفل البالغ من العمر سنة واحدة، قائلا “وفي كل يوم كانوا ومن معهم يتساءلون هل سنموت بغارة جوّية أو بسبب عدم تأمين الخبز والمياه النظيفة”؟
إلى ذلك، اعتبر المحامي الأميركي من أصول فلسطينية “أن تأخّر الولايات المتحدة بالتحرّك في ملف إخراج المواطنين الأميركيين من غزة، جعلهم ورقة مساومة ضمن مفاوضات أكبر تشمل أشياء عديدة مثل المساعدات الإنسانية، وقف إطلاق النار، والرعاية الطبّية للمدنيين والجرحى”.
وقال “أنا ممتن لوزارة الخارجية للدور الذي لعبته بإخراج عائلة أوكال ومواطنين أميركيين آخرين بأمان من غزة، لكن الأمر استغرق وقتًا طويلاً، وهناك العديد من الأميركيين وأقاربهم الذين لم يتمكنوا حتى الآن من الخروج من القطاع”.
إلى ذلك، أشار إلى “أن المئات من الأميركين لم يتمكنوا بعد من مغادرة قطاع غزة. ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، فإن حوالي 400 مواطن أميركي عبّروا خلال استمارة موقّعة من قبلهم، عن نيّتهم بالمغادرة، كذلك قام مئات آخرون وهم أقارب مباشرون لمواطنين أميركيين بتسجيل أسمائهم ضمن هذه الاستمارة للخروج من القطاع”.
إجلاء مئات الأجانب
ومنذ أيام تم إجلاء مئات من الأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي بلا هوادة منذ الهجوم الذي نفذته “حماس” في 7 أكتوبر
وكان معبر رفح فُتح الأربعاء الماضي، ما أتاح مغادرة عدد من الفلسطينيين المصابين لتلقي العلاج في مصر، بالإضافة إلى حاملي الجنسيات المزدوجة.
ومنذ اندلاع شرارة الحرب في غزة، انخرطت الولايات المتحدة وإسرائيل في مفاوضات طويلة مع مصر وقطر من أجل فتح ممر إنساني من معبر رفح لخروج الأجانب.