المخرج “أحمد عبد العليم” يكتب : عباقرة مصر …!!                        

 منذ أن ظهرت برامج الفورمات علي شاشات القنوات الفضائية العربية والمصرية،  تبارت القنوات في اكتشاف مواهب الغناء والتمثيل للكبار والأطفال وتنوعت الموضوعات لكن ظل حلمي أن أجد البرنامج الذي يتباري فيه شباب الوطن العربي في المعلومات والثقافة المتعددة وهو الأمر الذي تأخر كثيرا حتي تحقق حلمي بظهور برنامج ( نجوم العلوم ) والذي إتخذ طابع عربي وإكتشف علماء لكن سعادتي الحقيقية ظهرت عندما بدأ برنامج العباقرة في 2017 في سباق أثبت تفوق العقول المصرية علي كل المستويات والأعمار والمحافظات.

عصام يوسف إسم طالعته للمرة الأولي عندما إقتنيت روايته (2 ضباط ) ومع إعجابي بمحتواها علمت أنها جاءت ثانية بعد نجاح مدوي لروايته الأولي ( ربع جرام ) وأصبحت أكثر شغفا لقراءة روايته المنتظرة ( قصر البارون ) ومع هذا النجاح بين المثقفين لم يغب عصام عن الجمهور العام من خلال كتابته للقصة والسيناريو والحوار لمسلسل النجم أحمد السقا ( ذهاب وعودة) وكم كانت صدفة جميلة اكتشفتها بعلمي أن الكاتب الكبير عبد التواب يوسف الذي قابلته في طفولتي واحببته جداً هو والده وأن أمه هي نتيلة راشد  ( ماما لبني ) رئيسة تحرير مجلة سمير للأطفال وخلاصة تلك السطور تؤكد حسن إختيار مقدم برنامج العباقرة تلك الفورمات الفريدة التي بلغت بي السعادة مداها عند معرفتي أنها فورمات مصرية خالصة وهو أمر ليس غريبا علي المصريين بل إنه تصحيح لوضع خاطيء بعشرات الفورمات التي تم شراؤها من قبل .

كم كان ذكاء كبيرا من الخبير الإعلامي الكبير طارق نور أن يستحوذ علي هذا البرنامج علي شاشة القاهرة والناس ربما ليكون تصحيحا لصورة ذهنية تري طارق نور كصانع لمنتج ترفيهي تجاري وهو الإعلانات فقط ثم ذهب إلي منطقة الإثارة وكسر التابوهات في برنامج ( نفسنة ) ليأتي ( العباقرة ) ليضع الشاشة في مكانة أخري تصحح تلك الصورة الذهنية وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا رعاية البنك الأهلي لخمسة سنوات ومواسم عديدة لتكون كل إجابة صحيحة بمبالغ مالية لا يتقاضاها المتسابقون ولكن توجه لخدمات شبابية أخرها صناعة أبطال الرياضة في مختلف الألعاب التي ترفع إسم مصر في المحافل الدولية وآخرها أولمبياد طوكيو.

  إن الجميل في متسابقي العباقرة تلك الشفافية التي يتم بها إختيار الفرق المتنافسة والذي يتم بناء علي معيار واحد فقط لما يمتلكه الأفراد من ثقافة متنوعة تمر بهم من التصفيات إلي النهائيات ومن المدارس للعائلات للأصحاب وكلها أمور تصنع فرق مميزة تحمل أسماء أكثر تميزاً وتجيب بشكل قاطع علي كل من يدعي سطحية عقول المصريين إنه إتهام باطل وأن للمصريين عقول تستطيع الكثير والإجابة تتجلي في صناع البرنامج خلف وأمام الكاميرا، وهو ما يجعلني أتمني أن تكون هذه السطور دعوة جديدة لمتابعة ما فاتكم من حلقات عبر اليوتيوب لتثري العقول وتفجر الطاقات نحو كل ماهو مفيد وراق.