مقالات وأراء

معضلة التاريخ

"من ملك الماضي ملك الحاضر "

بقلم _ محمد مهدي

التاريخ أحداث ووقائع يفتخر بها اللاحقون ويستمدون منها العزة والكبرياء ،ولنا في تاريخ مصر القديمة شخصيات وأحداث وعلوم وآثار نفتخر بها إلى أن يفنى الدهر .

لذلك يسعى الحاقدون إلى تزييف وتشويه تاريخنا وطمس هويتنا والطعن في رموز وشخصيات عظيمة حسدا من عند أنفسم .

وهؤلاء المزورين نطلق عليهم غزاة التاريخ الذين يتسللون خلسة في ثنايا التاريخ ليزورا ويشوهوا ويدسوا الأكاذيب .

كيف تجرأ أيها الحاقد على تحريك قلمك بين أسطري وتغير المعاني والمفردات وتقلب أحداث التاريخ رأسا على عقب ؟

كيف ظننت أيها اللئيم أنه باستطاعتك محو الحقائق ودس الدسائس ؟

ألم تسمع أن للتاريخ رجال يتصدوا لغزوكم وتشويهكم ؟

أيها القاريء الكريم لا تؤمن بما يتردد لمجرد أنه يتكرر وأطلق لعقلك العنان في البحث والدرس وفوت الفرصة على غزاة التاريخ أن يطبعوا بعقلك ما يريدون .
إن سألتك يوما من هو فرعون موسى ؟ ستجيب فورا رمسيس الثاني ، ولكن دعني أسألك سؤالا آخر هل فكرت يوما أن تبحث وتفتش حول تلك المعلومة أم أنك استندت على ما يتردد.
دعني في البداية أوضح لك يا عزيزي أن الحضارة المصرية القديمة أعظم حضارة على مر التاريخ وأن حسادك والحاقدين عليك وعلى حضارتك كثر ولا يتوانوا عن تشويه تاريخك وملوكنا العظام .
والغزو التاريخي سلاح هؤلاء الحاقدين وهو أخطر من الغزو الثقافي والفكري وأخطر من الغزو الحربي . يحاولون أن يحطوا من قدر تاريخك وحضارتك وإنجازاتك وينسفوا مفهوم القدوة بالنسبة لك ، ويحاولون أن يجعلوك تشعر بالخجل من ذكر ملك من أعظم ملوك الدنيا .
رمسيس الثاني رجل الحرب والسلام صاحب الانتصارات العظيمة ورجل البناء والتعمير حولوه إلى ملك ظالم قاتل للأطفال مدعي للربوبية ليشوهونا وليدعوا المظلومية .
ولو تمعنا في تاريخ مصر القديمة لن نجد أي ملك مصريا ادعى الربوبية فليست في ثقافة المصريين القدماء كذلك ستجد نقوشا وبرديات ومؤرخين قدامى تذكر أن الجنود المصريين قاموا بالتذمر أكثر من مرة من قوانين الحرب المصرية التي كانت تحتم عليهم حمل أطفال الأسرى ، فهل يعقل أن نكون قاتلين للأطفال؟
كذلك لم يجد المؤرخين أي أثر يدل على وجود عبودية أو رق في مصر القديمة فهل يعقل أن نستعبد بني إسرائيل؟
ونأتي للأهم في مقالنا وهو أن فرعون من ملوك الهكسوس وليس مصريا ، فهيرودوت لم يذكر أن المصريين أطلقوا على ملوكهم لفظ فرعون وهو ما أكده القرآن الكريم فلم يأت لفظ فرعون معرفا بأل التعريف نهائيا بل جاء لفظ فرعون بين اسمين قارون وهامان والقاعدة اللغوية تقول أن مايأتي بين اسمين اسم أي أن لفظ فرعون اسم علم لشخص وهذا الاسم ليس من الأسماء المصرية بل اسم كان منتشرا بين الكنعانيين والآراميين ولا يمت لنا بصلة.

كذلك يؤكد لنا القرآن الكريم أن الأنبياء يرسلون بلغة قومهم ولغة نبي الله موسى هي لغة الهكسوس وبعيدة كل البعد عن لغتنا المصرية القديمة ، كما أن اسم نبي الله موسى (موشيه) نفسه عبراني ومعناه المنتشل من الماء وزوجة فرعون آسيا بنت مزاحم من نسل أحد ملوك الهكسوس الريان بن الوليد ووزيره هامان كلها أسماء لا تمت بصلة من قريب أو بعيد ولم يستوزر أي ملك مصري وزيرا غير مصريا .

كذلك لو أمعنا التفكير في الآية الكريمة [وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ] سنسأل أنفسنا كيف يكون رمسيس الثاني هو فرعون موسى أو فرعون الخروج ومازالت آثاره باقية حتى الآن والقرآن الكريم يقر بأن آثار فرعون وقومه قد دمرت !

 


كذلك من المعلوم أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون الطين المخلوط بالقش لبناء بيوتهم ويستخدمون الأحجار لبناء المعابد ولم يستخدموا أبدا الطين المحروق أي الذي توقد عليه النار وأن أهل الشام وشبه الجزيرة العربية في ذلك التوقيت هم من كانوا يستخدمونه ، وفرعون أمر وزيره هامان بأن يوقد على الطين نارا ليبني له صرحا كما جاء في القرآن الكريم.

ما ذكرته تزوير واحد فقط في تاريخك ولكن هناك الكثير فاحذر وتعلم قراءة تاريخك حتى لاتكن عرضة للغزو التاريخي وحتى لا تخجل يوما أنك مصري وحتى لا تسمح لأحد أن ينعت الشعب المصري بأحفاد فرعون فلسنا فراعنة ولم يتجرأ أحدا من ملوكنا على إدعاء للربوبية .

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights