ما هي الصداقة ..!!؟
كتب ـ أحمد إبراهيم
انشغل الكثير من الناس وخصوصاً من جيل الشباب بمعني وماهية الصداقة، وفي هذا المقال سنعرض معنى وشكل وطبيعة وأنواع الصداقة لواحد من أهم الفلاسفة الإغريق وهو الفيلسوف أرسطو..
ـ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ عند ﺃﺭﺳﻄﻮ
يري ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻟﻠﺼﺪﺍﻗﺔ ،
ﻭﺍﺣﺪﺓ منها ﻓﻘﻂ فضلها ﺃﺭﺳﻄﻮ ..
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻫﻲ :
1 ) – ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ :
ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ . ﻫﻲ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﻫﻴﺮﻗﻠﻴﺪﺱ (Héraclite) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﺠﺎﺫﺏ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺩﺍﻥ ﻓﻤﺎ ﻻ ﺃﻣﻠﻜﻪ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻏﻴﺮﻱ ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻪ ﻏﻴﺮﻱ ﻋﻨﺪﻱ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺮﺿﻴّﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻮﻟﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ .
2 ) – ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺔ :
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﺬﻭﺍﺕ ﻟﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮّﻏﺒﺎﺕ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻠﺬﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺒّﺬ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ . ﺇﻧّﻬﺎ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻣﺒﻴﺪﻭﻛﻞ (Empédocle ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﺠﺎﺫﺏ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺎﺕ ، ﻛﺄﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻨﺎ ” ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﺗﻘﻊ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﺮﺿﻴﺔ ﻭﻣﺆﻗﺘﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘّﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﻌﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻠﺬّﺓ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ﺗﻮﻟﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ .
3 ) – ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ :
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺳﺠﻞ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻠﺬّﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻶﺧﺮ . ﻟﺬﺍ ﻳﺒﻴّﻦ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ ﻫﻲ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ . ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺘﺒﻴّﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺃﺧﻼﻕ ﺇﻟﻲ ﻧﻴﻘﻮﻣﺎﺧﻮﺱ (Ethique de nicomaque) ﺑﻘﻮﻟﻪ “: ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻫﻲ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺸﺎﺑﻬﻮﻥ ﺑﻔﻀﻴﻠﺘﻬﻢ ﻷﻥّ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻧّﻬﻢ ﺃﺧﻴﺎﺭ.