“سهلة المدني” تكتب: أمير في قلوب مزدوجة
أمير أو شيخ أو إبن رئيس الدولة أي كان لقبه الذي يلقب به لأنه من أسرة حاكمة في هذه الدولة، ولكننا سنبتعد قليلاَ عن مكانته المرموقة في المجتمع، و ندخل إلى أعماقه وأدق تفاصيل حياته والحديث سيكون على من هم من الأسرة الحاكمة، وليس عن ملك الدولة أو أميرها ،و نظرة المجتمع لهم، فهناك من ينظر لهم بإحترام ويحبهم كثيراَ ويجد فيهم القوة والحكمة، وهناك نساء أنتهى شبابهم في إنتظار الأمير أو الشيخ وتشعر بأنها ستجد السعادة معه ولا تتزوج في إنتظار وأمل أن يتحقق حلمها الذي لا يمكن أن يتحقق، وينتهي الأمر بأن تبكي وهي تتذكر أيام حياتها في إنتظار قدومه وفي واقع الأمر هو وَهم و ليس أكثر، وذلك لأن بعض النساء تعتقد أن الأمير شارل في قصة سندريلا يشبه طباعهم وإنه مثلهم وأعتقدوا إن شخصية شارل التي جسدت في سندريلا، وأقام حفلة لاختيار زوجته وإن كل أمير أو شيخ يشبه شارل في طباعه وتفكيره، ولذلك أصبح حلم بعض النساء الزواج بالأمير بسبب سندريلا، ولذلك تجد بعض المشهورات لديها حب لقصة سندريلا وعندما تزوج الأمير وليام و كيت جميع النساء في تلك الفترة كانت نظرتها لهم بأن وليام هو شارل وإن كيت هي سندريلا، وبعضهم شعر بالغيرة منها لأنهم إعتقدوا وأيقنوا أنها سندريلا، وحققت ما عجز جميعهم عن تحقيقه، وبعضهم لا يحبهم وينظر لهم بنظرة كره وحقد ويتمنى لهم الدمار وسعادته في نهايتهم، و عندما نتحدث عن الأمير أو الشيخ نجده مثلنا لا يختلفن عنا في أي شيء فهو لديه طموحات ولديه أحلام ولديه بعض معوقات في حياته، فهو في طبقة من المجتمع لا تقبل ولا ترحب إلاّ بالقوى الذي لا يستطيع أن يسقط ويصمد أمام كل الصعاب، لا يستطيع أن يبكي أمام أحد لأن ذلك يسقط من قوته أمامهم ، ولا يستطيع أن يبوح بأحزانه إلاّ لمن يثق فيهم، ويمكن أن يجدهم ويمكن أن لا يجدهم، ويصبح يقرب العدو منه ليس حب فيه ولكن خوفاَ من مرارة الغربة وأن يجلس بمفرده وحيداَ، لذلك يعتمد على مقولة وهي أجعل عدوك قريب منك لكي تعرف كل جوانب ضعفه، وإذا حاول تدميرك أن توقف كل محاولاته، وهذه أسهل طريقة لمعرفته،عندما ندخل في أعماقه فهو يدرك كل ما حوله يعرف جيداَ ما يجول في أعماق من حوله، و يشعر بأنه يتقرب منه كل من حوله من أجل مكانته المرموقة في المجتمع، و في بعض المرات يشعر بذلك فإما أن يستغل نفوذه بأن يستغلهم قبل أن يستغلوه، أو إنه يبتعد عنهم ويتركهم لأنه يشعر معهم بعدم الأمان، وأصعب شعور تشعر به هو أن تجد نفسك محبوب بسبب منصبك وليس بسبب أنك مقرب منهم، وذلك يجعلك تشعر بعدم الأمان، وتقول في داخلك إذا فقدت هذه المكانة فلن أجد من يحبني ويحترمني ولا تحبهم لأنك تشعر بأنك في مكان كلها نفاق وكذب،وكل أمير وشيخ له أسلوب وتفكير في الحياة مختلف عن الآخر، فهناك من يحب الشعر، ومنهم من يحب الصيد بمختلف أنواعه وتكون حياته كلها صيد أو بمعنى مقناص فهو وهب حياته له وهو بالنسبة له كل شيء، ومنهم يهوي التصميم والشيخ خالد القاسمي ابن حاكم الشارقة كان يهوى تصميم الأزياء وعمل في هذا المجال وابدع فيه، ومنهم من دخل مجال الطب والمحاماة وبرع فيه، ومنهم من ليس له أحلام ولا ينتظر أي شيء في هذه الحياة، فهو يهرب منها كلياََ من خلال شرب الخمر أو من خلال أنه زاهد في الدنيا، ووجد ضالته في عبادة الله، وتجد في وجهه نور يشع وتفرح بمجرد نظرك له، فهم مثل جميع البشر ولم يغير ملامحهم واحلامهم إن لديهم هذا اللقب، فهم مثلنا وما نشعر به هم أيضاََ يشعروا به، ومنهم من فقد حياته في حادث سير وهو لا زال في ريعان شبابه، ومنهم من يعاني من أمراض يمكن بأن تقضي على حياته في أي لحظة، كل هذا يعيش فيه أي إنسان في هذه الحياة، وهذه معاناة جميع البشر مهما كانت مكانتهم الإجتماعية في المجتمع، لا تنظر لهم بنظرة كره، ولا تنظر لهم بنظرة طمع، ولا تنظر لهم بنظرة تعتقد فيها بأن لديهم كل شيء فهذا خطأ في حقهم، فهم لديهم ما يحلموا به ولم يتحقق بعد في حياتهم، وبمجرد أن تكون أمير أو شيخ فأنت تهرب من هذه الهوية في بعض المرات، وتريد أن تثبت وجودك بدون هذه الألقاب وتجد إن الجميع يدعمك ليس لما تمتلكه من خبرة بل لأنك تملك هذا اللقب، وهذا يجعلك تحاول أن تخرج من هذه الزاوية وبعضهم أو جميعهم يسافر للدول أجنبية ويدرس فيها لكي يثبت وجوده ويثبت للجميع بأنه أكمل دراسته بمجهوده هو وليس أكثر، لذلك تجدهم يبحثوا عن ذواتهم وليس أكثر وهذه أكبر معاناة يجدونها ومنهم يتجاوزها، ومنهم من لا يكترث لها ويجد بأنه قوي ولا يهم ما يقوله عنه الجميع، لذلك الأمير أو الشيخ لديهم قدرة لمعرفة أهدافهم، ولديهم حكمة كبيرة في الحياة لذلك عندما تنظر لشيء أنظر له من الداخل، وليس من الخارج لكي لا يكون أمير في قلوب مزدوجة لا تدرك ما في داخله.